قال تعالى:”الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”.173 ال عمران
نعم حسبنا الله ونعم الوكيل ….. صرخ بها القلب مدويا اعلى من صوت القنابل……اقوى من هدير الطائرات …… حسبنا الله ونعم الوكيل…. رجت الارض كصوت الملبين لبيت الله الحرام ….مع نداء الفجر …. مع دعاء قلوب الامهات اللواتي استيقظن باكرا ليوقظن الاوراح الندية لتحمل حقائب المدرسة ليذهبوا فرحا في اول يوم دراسي في الاسبوع…. بدأت نيران الحقد تنصب على جباه اناس لا يعرفون ماذا يجري… صراخ من هنا …. عويل من هناك …. نحيب خلف الجدران فالام الثكلى كانت بالامس تبكي الطفل الذي غفت عيناه وهو يسألها متى سيتناول طعام العشاء …. اغمضت الام عيني طفلها بالامس بعدما قصت عليه عشرات القصص لتسرق فلذة كبدها من جوع ليس بعده شبع ومن برد لا يليه دفء…. لكنها في صبيحة السابع والعشرين من كانون الأول 08 ، صعدت هذه الاوراح الى من لم تغفل عينه يوما …. صعدت الى من احتضن شهداء غزة العزة مفاخر بهم اهل السماء….. وها هي الام النائحة لم تعد تبكي طعاما ولا دواءا ولا غطاءا تلف به جسد من جاور القلب والروح….. انها تبكي اليوم كتابا لم يعد يجد من يتصفحه …. تبكي حقيبة تلطخت بالدم …. ها هي اليوم تلفه بردائها ليدفأ ابدا…. ويهنأ أبدا….. وينام قريرا فلم يعد صوت القنابل يرعبه… ولم يعد منظر الموت يوقظ مضجعه…. انه ابتسم اخيرا ابتسامة المودع المسالم …. العائد اخيرا الى الوطن….
ذهبوا الى النوم الهانيء…. والى المأوى الدافئ…. والى الطعام المرئ …. لكن ما بالنا نحن…. فأنا اتجرع طعم الموت الزؤام والذل في كل شهيق يدخل صدري …. فأنفاس غضبي تكاد تقتلني…. الى متى سنعيش صمتا…. اغرقنا في وحل الذل …. الى متى سنبكي اهلا ووطنا…. الى متى الى متى….. حسبي ربي ينقذ…. حسبي ربي يرحم …. حسبي ربي ينصف… حسبي ربي ينتقم…. حسبنا الله ونعم الوكيل.
نادية المراكشي
29/12/2008